عملية كي نواة المهاد لعلاج شلل الرعاش
عملية كي نواة المهاد هو إجراء جراحي يستخدم لعلاج الرعاش. كما تنطوي على تدمير منطقة صغيرة (نواة) من جزء صغير من الدماغ يسمى المهاد. تُسمى هذه النواة بنواة المهاد البطنية الوسطى (ventrointermediate nucleus) كما هو موضّح في الصورة أدناه.
محتوى المقالة
نواة المهاد البطنية الوسطى
تشتمل نواة المهاد البطنية الوسطى على طبقات من الخلايا العصبية المتراصة بشكل مميز. تمتاز بترابطها الوثيق مع النواة الحمراء الصغيرة (Red nucleus) والمادة السوداء (Substantia Nigra). تعمل هذه النوى الفرعية في المهاد على تنظيم تدفق الإشارات الحركية بين القشرة المخّيّة والعضلات المستهدفة، وبالتالي تسهم في التحكم الدقيق في الحركة والتنسيق الحركي للجسم.
ما هو الكــيّ؟
الكيّ (Thermocoagulation) هو إجراء يهدف إلى تدمير جزء محدد من الجسم باستخدام الحرارة. يتم استخدام الكيّ في علاج الآلام المزمنة عن طريق كي بعض الأعصاب الطرفية. كما يستخدم في علاج الأوردة المتوسعة، وتدمير الأورام، وعلاج اضطرابات القلب الكهربيّة.
حالات الرعاش التي يمكن علاجها بالكيّ
- علاج الرعاش الأساسي (Essential tremor): يستخدم الكيّ لعلاج الرعاش الأساسي، وهي حالة تتسم بارتجاج غير إرادي في الأطراف والجسم. يتم تدمير جزء محدد من المهاد يسمى بالنواة المهاد البطنية الوسطى لتقليل النشاط العصبي غير الطبيعي المسؤول عن الرجفة، مما يساعد في تحسين التحكم الحركي وتخفيف الأعراض.
- علاج شلل الرعاش (الباركنسون): يستخدم الكيّ أيضًا في علاج بعض الحالات المتقدمة من مرض باركنسون (Parkinson’s Disease). يتم استهداف جزء من المهاد لتخفيف الأعراض المرتبطة بالتخلّف الحركي، مثل الارتجاف والتصلب العضلي.
- علاج النوبات الصرعية: في بعض الحالات، يمكن استخدام الكيّ لعلاج النوبات الصرعية المتكررة وغير القابلة للسيطرة بواسطة الأدوية. يتم تدمير منطقة محددة في الدماغ لتقليل النشاط العصبي المسؤول عن النوبات الصرعية.
علاج شلل الرعاش (الباركنسون) بالكيّ
تساعد عملية كي نواة المهاج في علاج شلل الرعاش من خلال استهداف وتعطيل النشاط الكهربائي المفرط في نواة المهاد البطنية الوسطى. ينطوي هذا الإجراء على تدمير هذه النواة، مما يساعد في تخفيف الأعراض الحركية المرتبطة بمرض باركنسون، مثل الرجفة والتيبس والبطء في الحركة. كما يُعتَبَر الكي حلا مثاليا للمرضى الذين يعانون من الرعاش على جانب واحد من الجسم، ويعانون من آثار جانبية شديدة ناجمة عن تناول الأدوية.
عيب هذا الإجراء هو أنه لا يمكن إجراؤه إلا على جانب واحد من الدماغ في آن واحد. ذلك لأن خطورة إجرائه على جانبي الدماغ في آن واحد تحتمل بنسبة كبيرة حدوث عُسر في الكلام والبلع وانخفاض قوة الصوت ومشاكل في التوازن والحركة. إلا أنه يمكن إجراء عملية كي نواة المهاد على جانبي الدماغ على فترات متباعدة، بفارق سنتين (2) على سبيل المثال، بين جانبي الدماغ.
كيفية إجراء عملية كي نواة المهاد
تستغرق العملية من ساعتين إلى ثلاث ساعات. يتم إجراؤها تحت تأثير التخدير الموضعي (لن تنام)، ولكن نظرًا إلى أنّ أنسجة المخ لا تشعر بأي ألم، فإن الإجراء غير مؤلم في الأساس. من المهم أن يكون المريض مستيقظًا أثناء العملية حتى يتمكن الجراح من طرح سلسلة من الأسئلة لتحديد موقع جزء الدماغ المسبب للرعشة، وإجراء سلسلة من الاختبارات لتجنب ظهور الأعراض الجانبية أثناء الكي.
في هذا الإجراء يتم تحديد موقع وإحداثيات نواة المهاد البطنية الوسطى بدقة متناهية. ثم يتم تثبيت الإطار المعدني على الرأس والذي يساعد على تحديد إحداثيات النواة في الرأس. لتثبيت هذا الإطار، سيتم تخدير نقاط التقاء الإطار المعدني بالرأس موضعيا.
يتم بعدها تثبيت القوس الستيريوتاكتيكي على الإطار ونقل وإعداد الإحداثيات عليه بدقة. ثم يتم ثقب الجمجمة تحت التخدير الموضعي. كذلك لا يتجاوز قطر الثقب المجرى في الجمجة السنتي ميتر والنصف. بعدها يقوم الجراح بإدخال قضيب مفرغ لا يتجاوز قطره ال 1 ميلي متر إلى نواة المهاد البطنية الوسطى حسب الاحداثيات المخطط لها بدقة متناهية. يتم التحقق من الوصول إلى هذه النواة عن طريق إجراء أشعة في غرفة العمليات.
يقوم الطبيب بعدها بإدخال القطب الكهربائي المسؤول عن عملية الكيّ مرورا بالقضيب المفرغ حتى الوصول إلى نواة المهاد البطنية الوسطى. يقترن هذا القطب الكهربائي داخل الجمجمة بمولد خارجي يرسل تيارات كهربائية متبادلة (Radiofrequency) بتردد 500000 هرتز. نتيجة ذلك تتذبذب الأيونات الموجودة في الخلايا المجاورة للقطب وتنتج الاحتكاك والحرارة.
يجري الطبيب أكتر من عملية كيّ، في الغالب ثلاثة مرات في هذه النواة. كل مرة تستمر لمدة 30 ثانية وعلى درجة حرارة 70 درجة مئوية. يقوم الطبيب بمراقبة الأداء الحركي واللّغوي والذهني للمريض أثناء إجراء العملية عن طريقة طرح أسئلة بشكل متواصل. كما يطلب الطبيب من المريض أداء وظائف حركية معينة. كما يراقب الطبيب حالة الرعاش في الجهة المصابة من الجسم، والتي تتوقف تماما أثناء جريان عملية الكيّ.
خيارت أخرى لعلاج شلل الرعاش
على الرغم من استمرار إجراء عملية كي نواة المهاد حتى يومنا هذا، إلا أنه يتم إجراؤها بشكل أقل عن ذي قبل بسبب الآثار الجانبية المحتملة. كما أنّ توافر تقنية التحفيز العميق للدماغ تتيح إجراء العملية على جانبي الدماغ في آن واحد دون المخاطر المحتملة التي تُــعنى بها عملية الكيّ.
ما هي نسبة نجاح عملية كي نواة المهاد؟
تختفي الرعشة عند ما يقرب من 80٪ من المرضى الذين خضعوا لعملية كي المهاد.
الآثار الجانبية والمضاعفات المُحتملة لعملية كي نواة المهاد
- ارتباك
- خلل في التوازن
- عدوى والتهاب الجرح أو المخ
- نزيف تحت الجرح أو في المخ
- مشاكل دائمة في الكلام أو التوازن
- المشاكل المعرفية (التفكير)
- شلل نصفي أو فقد في الاحساس في أحد جوانب الجسد
يمكن إجراء كيّ نواة المهاد فقط في ظل ظروف محددة، وبعد فشل جميع خيارات العلاج الأخرى. يتسبب الإجراء في تدمير نواة المهاد بشكل دائم، مما قد يحد من خيارات العلاج المستقبلية.
ملاحظة: نحن متخصصون في علاج أمراض الحركة عن طريق جراحة التحفيز العميق للدماغ و كيّ نواة المهاد. يمكنكم التواصل معنا على صفحتنا على الفيسبوك بالضغط هنــا، أو الانضمام إلى مجموعة ملتقى شلل الرعاش والأمراض الحركية، أو ترك تعليق أسفل المقالة. يتكون فريقنا الطبي من جراحين أوروبيين وعرب. تواصلوا معنا لتنسيق الحالة وإجراء مقابلة طبية أونلاين. بعد قراءتك للمقالة، سنسعد بالإجابة على أسئلتك.
لمتابعة المزيد من مواضيعنا، نرحب بالاشتراك في قناتنا على تيلغرام بالضغط هنا.
علّق