أسباب وتشخيص الإجهاض المتكرر
محتوى المقالة
تعريف الإجهاض المتكرر
نقصد بالإجهاض المتكرر (Recurrent pregnancy loss) عدم إكتمال الحمل وخروج الجنين من الرحم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل. وهو الأمر الذي يحدث أكثر من مرة على نحو متكرر (3 مرات أو أكثر). ويكمن التحدي الأكبر المتعلق بهذه المشكلة الحرجة في التوصل إلى معرفة العامل المسبب للإجهاض المتكرر، ومن ثم العمل على علاجه. سنتحدث بالتفصيل عن أسباب وتشخيص الاجهاض المتكرر خلال السطور القليلة القادمة. إن الإجهاض التلقائي هو أمر شائع بشكل مدهش. في حين أن ما يقرب من 15 ٪ من جميع حالات الحمل التي نكتشفها تنتهي بفشل الحمل. هناك العديد من حالات الحمل التي تفشل قبل أن نكتشفها سريريا. 30 ٪ فقط من الحمل عند جميع النساء تُحقق ولادة لجنينٍ حيّ (1).
أسباب الإجهاض المتكرر
الأسباب الجينية:
نعتبر الأسباب الجينية هي العامل المسبب الأول لحالات الإجهاض المتكرر، حيث تنشأ نتيجة وجود خلل في المحتوى الجيني للكروموسومات التي يتكون منها الجنين،. هذا الخلل قد يكون مصدره جينات الأب أو جينات الأم أو كليهما على حد سواء. على الرغم من أن هذه الاختلالات الجينية تكون أكثر شيوعا في زواج الأقارب، إلا أنها قد تنشأ أحيانا بين زوجين لاتوجد بينهما أي صلة قرابة من الأساس.
الأسباب التشريحية
تتضمن وجود عيوب خلقية أو تشريحية في الرحم تمنع اكتمال نمو الجنين. لعل أهم هذه العيوب وجود ضعف في بطانة الرحم تعيق اللاقحة المتكونة حديثا من الإنغراس فيها بشكل جيد، أو اتساع عنق الرحم. كذلك فإن وجود أورام ليفية أو التصاقات داخل تجويف الرحم قد تمنع الجنين من النمو وزيادة حجمه.
الأسباب المناعية
تنشأ نتيجة لوجود خلل في آلية المناعة بالجسم نتيجة إصابة الأم بمرض مناعي، مثل الروماتيزم أو الذئبة الحمراء (Systemic Lupus Erythematosis) أو متلازمة أضداد الفوسفوليبيد (Antiphospholipid syndrome). فبمجرد إندماج الحيوان المنوي مع البويضة وتكوين اللاقحة (الزيجوت)، يقوم الجهاز المناعي بالجسم بمهاجمة اللاقحة باعتبارها جسم غريب ينبغي التخلص منه وطرده خارج الجسم. وذلك من خلال إنتاج كميات هائلة من الأجسام المضادة التي تستحث الرحم على الإنقباض، وذلك لطرد اللاقحة خارج الرحم.
الأسباب الهرمونية
من المعروف أن حدوث الحمل يصاحبه عادة تغيرات هرمونية، لعل أهمها هو ارتفاع هرمونات الأنوثة (هرموني الإستروجين Estrogen والبروجستيرون Progesterone). أحيانا قد يحدث الحمل ويصاحبه اضطراب في مستويات هذه الهرمونات متمثلا في انخفاض مستوياتها بالجسم عما هو مطلوب في هذه المرحلة. يؤدي هذا الأمر إلى ضعف نمو وتطور الجنين، مما يتسبب في حدوث الإجهاض.
أسباب ميكروبية
مثل الإصابة بمرض القطط ( يعرف أيضا بإسم التوكسوبلازما Toxoplasmosis) أو الحصبة الألمانية (Rubella) .. إلخ . تتسبب هذه الأمراض في حدوث الإجهاض المتكرر الذي لايتوقف إلا عند تلقي العلاج المناسب، حيث قد تظل هذه العدوى كامنة ولاتفصح عن نفسها إلا في حالة حدوث الحمل.
وجود خلل في كثافة الدم
تتسبب زيادة كثافة الدم (لزوجة الدم) في عدم وصول كميات كافية من الدم المحمل بالغذاء والأكسجين إلى الجنين، بالإضافة إلى زيادة إحتمالية تكوين خثرات (جلطات) دموية تتسبب بدورها كذلك في إنسداد الأوعية الدموية المسئولة عن تغذية الجنين، وبالتالي يحدث الإجهاض.
الإصابة بأمراض معينة تؤثر على الحمل
خمول نشاط الغدة الدرقية المرتبط بانخفاض مستوى هرمون الثيروكسين (Thyroxine) الذي تفرزه الغدة الدرقية بالجسم، الإصابة بمرض السكري المرتبط بإرتفاع شديد في مستوى سكر الجلوكوز بالدم لفترات زمنية طويلة، الإصابة بتكيسات المبايض، بالإضافة إلى أمراض الأنيميا وسوء التغذية.
السمنة
تشير بعض الدراسات إلى أن السمنة المفرطة قد تكون أحد العوامل التي تتسبب في حدوث الإجهاض المتكرر.
تشخيص الإجهاض المتكرر
يتمثل تشخيص الإجهاض في تحديد العلّة المسببة، حيث يتم إجراء ما يلي:
- عمل صورة دم كاملة + اختبار سرعة النزف والتجلط.
- قياس نسبة السكر بالدم “صائم وفاطر”.
- إجراء إختبارات الفحص المعملية لرصد الأجسام المضادة للأمراض الميكروبية التي تتسبب في الإجهاض. مثلًا أمراض: التوكسوبلازما، الهربس، الحصبة الألمانية..
- قياس مستوى هرمونات الإستروجين، البرووجسترون، الثيروكسين، والبرولاكتين.
- إجراء الإختبارات الجينية للكشف عن أي خلل بالكروموسومات.
- فحص الرحم والمبايض وقناة فالوب بالأشعة التشخيصية. مثلًا : الموجات فوق الصوتية، الأشعة المقطعية (في حالة التأكد من عدم وجود حمل محتمل).
- فحص الرحم باستخدام المنظار التشخيصي.
علاج الإجهاض المتكرر
أما للعلاج فينصح بإتباع ما يلي:
- علاج العامل المسبب للمرض تحت إشراف طبي متخصص.
- عند التخطيط لحدوث حمل ننصح بتناول أقراص حمض الفوليك بما لايقل عن 2 – 3 أشهر، مع الاستمرار عليه بإنتظام حتى نهاية الشهر الثالث من الحمل.
- الحرص على تناول مثبتات الحمل الهرمونية فور التأكد من حدوث الحمل. ينصح بتناول المثبتات خلال الأشهر الثلاثة الأولى على أقل تقدير.
- تجنب السمنة المفرطة والحرص على التغذية الصحية السليمة.
- الابتعاد تماما عن التدخين بنوعيه السلبي والإيجابي.
يمكنكم أيضا الاطلاع على أعراض الحمل في مقالتنا هنا.
علّق