أهم النصائح الطبية للوقاية من فيروس كورونا الجديد
تنتشر الكثير من المعلومات عبر الإنترنت بخصوص الطرق الأكثر فاعلية لمواجهة فيروس كورونا في حال الإصابة به، أو من أجل الوقاية منه. سنتناول في مقالنا أهم الطرق الموثوقة بعيداً عن الإشاعات والخرافات.
مع كثرة انتشار المعلومات منها المغلوطة ومنها التي تحتاج إلى تدقيق أكثر، أصبح الكثير من المتابعين يواجهون صعوبةً في تصديق المعلومة والوصول إلى مصادرها الموثوقة والعمل بها بدون أية مخاوف.
لذلك نعمل بكل جهدنا على دحض هذه الخرافات ونشر المعلومات الموثوقة فقط كأطباء يعملون بشكل رئيسي في هذا المجال لنشر التوعية بين أفراد المجتمعات عبر الشبكة العنكبوتية. فقد وردتنا الكثير من الأسئلة حول هذا الموضوع، ولعل أبرزها: هل يمكن تقوية الجهاز المناعي لمكافحة فيروس كورونا الجديد والقضاء عليه؟
في الواقع، لا توجد إجابة قصيرة على هذا السؤال! لأن الاستجابة المناعية في الأساس تختلف من شخص لآخر! وهنالك عوامل أخرى تؤثر بشكل كبير على فاعلية الجهاز المناعي عند مواجهة الإصابة بفيروس كورونا الجديد والمسبب لمرض كوفيد-19.
فمثلاً، الإصابة بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم تزيد من مخاطر الأعراض الحادة عند الإصابة بمرض كوفيد-19. ولذلك، يُخشى أن تقوية الجهاز المناعي أمر غير كافٍ إطلاقاً! حيث يترتب على المصابين بالأمراض المزمنة أن يتخذوا المزيد من الاحتياطات من الإجراءات الوقائية المتبعة مثل ضرورة تجنب الأماكن المزدحمة والاعتزال في المنزل وتجنب الخروج إلا في الحالات القصوى والحرجة. وضرورة الالتزام بالنظافة الشخصية والحرص على غسل اليدين جيداً وتجنب المصافحة والتحدث إلى الآخرين عن قرب وذلك من أجل تجنب الإصابة بالعدوى، حيث ثبت مؤخراً انتقال العدوى حتى بالرذاذ عند التحدث مع الآخرين عن قرب فقط.
وتوجد نسبة كبيرة من المصابين بفيروس كورونا الجديد الذين لا يبدون أية أعراض ويقومون بنشر العدوى بدون أن يشعروا حتى بذلك! وهذا هو السبب الأبرز الذي ساهم بشكل كبير في انتشار فيروس كورونا الجديد حول العالم خلال فترة زمنية قصيرة.
وقبل التحدث عن أهم النصائح الغذائية لتقوية الجهاز المناعي، لابد من التركيز على النصائح التالية:
1- الحرص على غسل اليدين بشكل جيد: قد لا ينتبه البعض لهذه النصيحة ولا يقومون بتطبيقها جيداً، فهم يحرصون مثلاً على ارتداء القفازات عند شراء بعض الأغراض الضرورية كالمواد الغذائية في المتاجر، وعند العودة في المنزل يقومون بخلع القفاز والاكتفاء برميه دون غسل اليدين، أو يقومون بغسل اليدين ولكن على عجل! فلا يتأكدون من وصول الصابون لكافة مناطق اليدين التي يجب تنظيفها وفركها جيداً لمدة 30 إلى 40 ثانية.
2- تجنب التدخين: من المعروف أن التدخين ضار بالصحة ونحن كأطباء نذكر ذلك مراراً وتكراراً، لكن في هذه الأوقات الحرجة، أصبح ترك التدخين ضرورة ملحّة أكثر من أي وقت مضى! فالمدخنون بحاجة ماسّة لرئاتهم في هذه الأوقات الصعبة، لأنها غالباً ستكون هدفاً سهلاً أمام فيروس كورونا الجديد عند الإصابة به! لذلك يجب الحفاظ على الرئتين والاعتناء بهما جيداً وحمايتهما من أضرار التدخين.
3- خذ قسطاً كافياً من النوم:
أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث أن النوم يعزز الجهاز المناعي، وقد وجدت هذه الدراسات أن الحالات التي تعاني من الأرق، لا تستجيب أجهزتها المناعي بشكل جيد عند التعرض للإصابة بفيروس كورونا الجديد.
4- الالتزام بالتمارين الرياضية:
إن أداء التمارين الرياضية مثل رفع الأثقال أو التمارين السويدية أو الرقص و القفز على الحبل. فهي تساعد على تنشيط الدورة الدموية لتبقي الجهاز المناعي نشطاً.
5- الابتعاد عن مسبّبات التوتر:
أي عامل يؤدي إلى الإحساس بالتوتر مثل مراقبة أسواق البورصة والمال بالنسبة للمستثمرين، أو التوتر حيال أمر معيّن مثل مراقبة الأعداد اليومية للإصابات والوفيات بسبب كورونا، وأي سبب آخر يشعرك بالتوتر والاكتئاب، حاول الابتعاد عنه وينبغي الحرص على الالتزام بمتابعة الأخبار التي تدعو إلى التفاؤل. فالإحساس بالتوتر يزيد من إفراز الكورتيزول الذي بدوره يؤثر بشكل سلبي على الجهاز المناعي ويبطئ من سرعة استجابته عند الإصابة بالمرض. ولعل الرياضة تساهم بشكل فعّال في الحد من الإحساس من التوتر. لنكن واقعيين هنا، نحن لا يمكن من خلال هذه الخطوة إزالة مسبّب التوتر، لكننا نستطيع وبكل تأكيد أن نتحكم بطريقة تعاملنا مع هذه المسببات!
6- الالتزام بتناول المواد الغذائية المفيدة والتي تحتوي على ما يلي:
أ- فيتامين سي: يوجد هذا الفيتامين بوفرة في الفواكه وخصوصاً الحمضيات مثل البرتقال واليوسفي، وكذلك الخضار الورقية مثل البقدونس والنعناع.
ب- فيتامين د: عند الالتزام بالحجر الصحي، يقضي معظمنا طول يومه داخل المنزل، ويحرم نفسه من التعرض لأشعة الشمس التي بدورها تساعد في تكوين فيتامين د الذي يحتاجه الجسم، وقد يتعرض البعض نتيجةً لذلك إلى نقص من هذا الفيتامين لذلك يمكن إجراء تحليل الدم لمعرفة ذلك، وعند التأكد من وجود نقص، يحتاج الجسم لتعويض هذا النقص عن طريق الحبوب التي يوصفها الطبيب (يوصى عادةً بتناول 2000 وحدة دولية في اليوم من فيتامين د للذين يحتاجون لتعويض النقص الحاصل من هذا الفيتامين).
جـ- الزنك: يعد الزنك أحد العناصر المهمة الداخلة في تكوين خلايا الدم البيضاء المتخصصة في مكافحة العدوى. ولهذا السبب، نجد الكثير من الحالات التي تعاني من نقص بالزنك، أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض الفيروسية وخصوصاً الإنفلونزا وكذلك نزلات البرد. ولذلك، قد يساعد أخذ مكملات غذائية تحتوي على الزنك في مكافحة الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ولكن يجب الحذر من تناول أكثر من 40 ميلليغرام باليوم الواحد، ويوصى بتجنب تناول الزنك عن طريق الأنف لتجنب أية مضاعفات متعلقة بحاسة الشم.
اقرأ أيضاً: تقبيل الرضع قد يهدد حياتهم!
د- الكركم: تحدثنا مسبقاً عن فوائد الكركم، والذي له دور مساعد في تنشيط الجهاز المناعي، لكن إن كنت من الأشخاص الذين يعتمدون على الأدوية المميعة للدم، فلابد من استشارة الطبيب قبل تناوله.
هـ- الثوم: وجدت العديد من الدراسات أن تناول الثوم يساعد في التعافي من نزلات البرد بسرعة أكبر بالمقارنة مع الذين لا يتناولونه. ويُعتقد أن له دور كبير في مكافحة الأمراض الفيروسية والجرثومية.
– صورة المقال الأصلية: Photo by Anna Shvets from Pexels
علّق