الدوخه وأحد أكثر مسبباتها: دوّار الوضعية الانتيابي الحميد
لعل من أكثر المشاكل المزعجة التي تواجه بعض الأشخاص هو الشعور بالدوّار ” الدوخه ” بشكل غير طبيعي وغير مبرر يؤدي بعض المرّات للسقوط على الأرض، والبعض لا يلتفت لأسباب الدوخه ولا يلقي لها بالًا معتقدًا أنّه أمرٌ عرضي ، والذي قد يكون كذلك فعلًا أو قد يكون ناتج عن حالة طبية تعرف باسم دوار الوضعية الانتيابي الحميد (Benign Paroxysmal positional Vertigo).
دوار الوضعية الانتيابي الحميد هو أحد أكثر الأسباب للدوار، وهو الشعور المفاجئ بالدوران أو إحساس داخل رأسك بالدوران مسببًا الدوخه أو الدوّار ويكون عبارة عن نوبات قصيرة من تتراوح من خفيفة إلى شديدة. وعادةً يكون تغيير وضعية الرأس هو المسبب كتحريك الرأس للأعلى أو الأسفل.
محتوى المقالة
الأعراض
عادةً ماتكون الأعراض متقطعة تستمر لدقيقة إلى ثلاث دقائق وتكون كالتالي :
– الدوخه
– شعور بدوران الأشياء حولك أو بإحساس دوران داخل رأسك
– فقدان التوازن
– الغثيان
– الاستفراغ
الأسباب
لايوجد سبب معروف يؤدي للإصابة بهذه الحالة. ولكن بشكل رئيسي تكون الدوخه أو الدوّار مصدره الأذن تحديدًا من عضو صغير يسمى المتاهة الدهليزية أو القناة السمعية. تحتوي القناة السمعية على ثلاثة هياكل وتتخذ من الحلقة شكلاً لها. بحيث تكون هذه القنوات نصف دائرية. بداخلها مستشعرات دقيقة سائلة وظيفتها مراقبة حركة الرأس الدورانية.
بينما هناك أجزاء أخرى تسمى غبار التوازن تراقب حركة الرأس لأعلى وأسفل، لليمين واليسار، للأمام والخلف وموضع الرأس المرتبط بالجاذبية لاحتواء أعضاء غبار التوازن على بلورات تجعلك حساسًا للجاذبية.
ولأسباب عديدة، يمكن أن تنفصل هذه البلورات، مسببةً انتقالها إلى إحدى القنوات نصف الدائرية – خاصة أثناء الاستلقاء. وذلك يسبب حساسيةً لدى القناة نصف الدائرية تجاه تغييرات الحاصلة لوضعية الرأس التي لا تستجيب لها بالحالة العادية. وهذا ما يسبب الشعور بالدوار.
معدلات الانتشار والإصابة بالمرض
يقدر معدل الإصابة بالمرض بـ 64 حالة لكل 100,000 شخص سنويًا ومعدل انتشار مدى الحياة يبلغ 2.4%.
من هم المعرّضون للإصابة؟
في الغالب تحصل لدى من تبلغ أعمارهم 50 عامًا وأكثر. ولكن جميع الفئات العمرية معرضة للإصابة. ويصيب النساء أكثر من الرجال.
المضاعفات
نادرًا ما يسبب مضاعفات. ولكن من الممكن أن تكون مضاعفاته ناتجة عن أثر الدوخه نفسها كالسقوط على الرأس مسببًا نزيف أو كسر.
التشخيص والعلاج
تشخيص المرض غالبًا يتم سريريًا بعد ملاحظة الطبيب لعلامات محددة تظهر على حركة العين عند الاستلقاء على الظهر وميلان الرأس على أحد الجانبين ثم انحناء المريض قليلًا فوق حافة السرير. هذا الاختبار يعرف باسم dix hallpike test
قد يشفى دوار الوضعة الانتيابي الحميد (BPPV) دون علاج خلال بضعة أسابيع من وقت ظهور العلامات والأعراض. ولكن من أجل تخفيف أعراض الدوار، قد يلجأ الطبيب للمعالجة بمجموعة من التمارين التي تعرف بـ “إجراءات إعادة تهيئة وضع القناة”.
وهذه التمارين تتم في العيادة. وهي تشمل عدة حركات بسيطة وبطيئة الهدف منها نقل الجزيئات من القنوات النصف دائرية المملوءة بالسوائل في أذنك الداخلية إلى منطقة صغيرة مفتوحة تشبه الكيس (الدهليز) وتحتوي على أحد أعضاء غبار التوازن في الأذن. والجدير بالذكر أن هذه الجسيمات لا تسبب مشاكل ويمكن إعادة امتصاصها بسهولة.
وفي حال نجح التمرين فمن المحتمل أن يعلّمك طبيبك كيفية القيام بهذه التمارين في المنزل. لكن في حالات نادرة، قد تفشل عملية تصحيح وضع القناة فيلجأ الطبيب إلى الحل النهائي وهو الجراحة والتي تبلغ نسبة نجاها 90%.
حيث يتم استخدام سدادة عظمية لسد الجزء المسبب للدوّار ” الدوخه ” تعمل على منع استجابة القناة الهلالية لحركات الجسيمات أو حركات الرأس بشكل عام.
لمتابعة المزيد من مواضيعنا، نرحب بالاشتراك في قناتنا على تيلغرام بالضغط هنا.
صورة المقال الرئيسية:
Photo by mojtaba mosayebzadeh on Unsplash
علّق