تاريخ اكتشاف الإنسولين
في هذا الموضوع نطلع على تاريخ الإنسولين وأهميته، لكن لابد أن نعرف تفاصيل أكثر عن الإنسولين أولاً.
ما هو الإنسولين؟
هو هرمون ينتجه البنكرياس وظيفته سحب السكر من الدم و حرقه لإنتاج الطاقة.
كيف تم اكتشاف الإنسولين؟
اكتشف العالم “فريدريك بانتنج” الإنسولين الذي أنقذ حياة آلاف مرضى السكري، بدأت القصة عام 1920 ميلادي عندما كان العالم عائداً من الحرب العالمية الأولى. قام بتأسيس عيادة للجراحة العامة لكن مردود العيادة التي عمِلَ بها كان قليلاً جداً. فاضطر لإلقاء محاضرات في الجامعة عن استقلاب الأطعمة النشوية بعد أكلها. حيث لجأ العالم للبحث في المراجع عن المواد النشوية و الغلوكوز ودور البنكرياس في تحويلها واستقلابها.
اضطر إلى إغلاق عيادته لعدم توفر المال الكافي وتوجه إلى جامعة تورونتو في كندا. ثم قابل العالم “فريدريك بانتنج” رئيس قسم الفيزيولوجيا البروفيسور “جي جي ماكليود” وعرض عليه أفكاره لعمل تجارب على البنكرياس ودراسة عمله في استقلاب الأطعمة النشوية إلى سكريات. بعد إلحاح وحماس العالم “فريدريك بانتنج” وافق البروفيسور “جي جي ماكليود” على طلبه ومنحه مختبر صغير مهجور لإجراء تجاربه وعين له مساعداً من طلبة الماجستير “شارلز بست”.
وقد سمح البروفيسور “جي جي ماكليود” للعالم “فريدريك بانتنج” بإجراء تجاربه على عشرة كلاب (كلبين كحد أقصى في اليوم الواحد).
كان العالم “فريدريك بانتنج” يجوب الشوارع الخلفية في مدينة تورونتو باحثاً عن كلاب ضالة من أجل تجاربه. لأن أسعار الكلاب باهظة الثمن وعدد الكلاب المقدمة من الجامعة قليل.
هدف العالم “فريدريك بانتنج” هو الحصول على المادة المجهولة التي يتم صنعها في بعض خلايا البنكرياس لمعرفة هل بإمكان هذه المادة أن تعالج ملايين المصابين بمرض السكري؟
ولمعرفة الإجابة عن هذا السؤال، قام العالم “فريدريك بانتنج” وطالب الماجستير “شارلز بست” بإجراء عملية ربط قناة البنكرياس في كلب والتأكد من أن جميع خلايا البنكرياس قد أُتلِفَت باستثناء خلايا جزر لانجرهانز. ثم استئصال البنكرياس وتقطيعه إلى أجزاء صغيرة وحقنها في الكلب رقم 410 (المحول جراحياً إلى مريض سكري).
بعد مرور ساعة قام الأطباء بتحليل دم الكلب لمعرفة نسبة الغلوكوز بالدم و وجدوا أنها ما زالت مرتفعة! انتظر الأطباء ربع ساعة أخرى من أجل محاولة تحليل الدم مرةً أخرى وكانت المفاجأة أن نسبة الغلوكوز قد بدأت بالانخفاض!
وفي عام 1921 نجحت التجربة وتم علاج أول مريض سكري بالإنسولين. وأعاد العالم “فريدريك بانتنج” التجربة على كلب آخر ونجحت التجربة. فأبلغ العالم “فريدريك بانتنج” البروفيسور “جي جي ماكليود” بالنتائج فقام البروفيسور بإعطائه مختبرًا مُعدًّا بأفضل التجهيزات وعيّن أفضل الصيادلة في القسم “جيمس كوليب” للمساعدة في تحضير الإكسير من غدة البنكرياس لأنه لم يكن نقياً حيث عانت الكثير من الكلاب من الحساسية.
اقرأ أيضاً: أنواع الإنسولين بالصور.
تجربة الإنسولين على البشر في عام 1922 ميلادي على الشاب “ليونارد ثومبسون” لإنقاذه من مضاعفات مرض السكري بعد حقنه بالإنسولين بساعة بدأت نسبة السكر في دم الشاب بالانخفاض إلى أن وصلت النسبة الطبيعية بعد مرور 12 ساعة. لكن الشاب عانى من مضاعفات الحساسية الشديدة، فاستطاع الصيدلي “جيمس كوليب” تنقية محلول الإنسولين بعد 12 يوماً من العمل واستئنف العلاج للشاب “ليونارد ثومبسون” بدون مضاعفات.
لمتابعة المزيد من مواضيعنا، نرحب بالاشتراك في قناتنا على تيلغرام بالضغط هنا.
Photo by Mykenzie Johnson on Unsplash
علّق