الرعاش النفسي
الرعاش النفسي عبارة عن اهتزازات عضلية متفاوتة الشدة (غالبا طفيفة) تنشأ نتيجة التعرض لضغوطات عصبية أو نفسية شديدة، كذلك فإنها قد تعاود الظهور في حالات الانفعال أو الخوف أو الغضب، لذا يُطلِـق الأطباء على الرعاش النفسي اسم “الرعاش الهستيري”، نظرا لأنه يكون كذلك أحد السمات المرضية المميزة لحالات الهستيريا.
أسباب الرُّعـاش النّفسي
لايوجد سبب فعلي يمكن خلاله التنبؤ بحدوث الرعاش النفسي، وإنْ أشارت بعض الدراسات الطبية التي أجريت في هذا الشأن إلى أنه ذو منشأ وراثي، لكن لابد من توافر العامل الرئيسي الذى يتسبب في حدوثه، وهو التعرض لضغط نفسي أو عصبي شديد، كذلك فإن عوامل الإرهاق البدني فضلا عن الإفراط في التدخين أو الكحوليات تزيد من فرص حدوث الرعاش النفسى الهستيري، بشرط وجود العامل الجيني الوراثي.
أعراض الرُّعـاش النّفسي
ويلاحظ أن الرعاش النفسي عادة ما يستهدف العضلات الموجودة بالأطراف، لكن في الحالات الشديدة والمتقدمة فإنه يقوم بإستهداف الجسم ككل، حيث يعاني المريض من حركات تشنجية متفاوتة الشدة تبدأ على نحو مفاجئ وتنتهى كذلك على نحو تلقائي. كذلك قد يعاني المريض على نحو مستمر من مجموعة من الأعراض المرضية المتفرقة، مثل: إنعدام الشهية، الميل إلى العزلة والإنطواء، الإصابة بالأرق وإضطرابات النوم، الإصابة بإضطرابات معوية كالإمساك أو الإسهال، الإصابة بإضطرابات هضمية كعسر الهضم وحموضة المعدة …إلخ .
لتشخيص الرعاش النفسي لابد أولا من إجراء الفحص الإكلينيكي بشكل دقيق، وذلك لإستبعاد كافة العوامل المسببة لكل الصور المرضية الأخرى للرعاش، كذلك فإن وجود تاريخ مرضي يشير إلى إصابة المريض بإضطرابات نفسية أو تعرضه لضغوطات عصبية يؤكد على نحو قاطع صحّة التشخيص.
علاج الرُّعـاش النّفسي
فلابد إذن من إخضاع المريض لجلسات العلاج النفسية المتخصصة، كذلك فإن دعم الأهل والمحيطين يلعب دورا هاما وحيويا أثناء مرحلة العلاج، حيث ينبغى أن يتفهما احتياجات المريض في هذه المرحلة، مع ضرورة الحرص على عدم تعريضه لأيّة مؤثرات خارجية قد تتسبب في زيادة الضغط النفسى الواقع عليه. أيضا وعلى سياق متصل لا مانع من خضوع المريض لجلسات الاسترخاء والتأمل مثل جلسات اليوجا، وذلك للتخلص من الضغوط العصبية والذهنية. أما في الحالات المتقدمة، يمكن إعطاء المريض بعض المهدئات كعلاج مساعد، مع ضرورة أن يكون الأمر تحت إشراف طبي متخصص، وذلك لتحديد الجرعات الدوائية المقررة ومدة الإستخدام.
علّق