القولون العصبي.. الأسباب والعلاج
يكثر حديث الناس حول آلام البطن المتكررة أو المزمنة مسببةً لهم الإرهاق الشديد تضطرهم إلى الابتعاد عن كثيرٍ من المأكولات تجنبًا وخوفًا من آلام قد تنتج بعد ذلك. من أكثر الأمراض شيوعًا مسببةً آلام البطن المزمنة هو متلازمة القولون المتهيج ( أو كما تُعرف باسم القولون العصبي)
تُصنف مُتلازمة القولون العصبي على أنَّها اضطراب يصيب ويؤثر على طريقة حركة القولون ورغم اختلال الأداء الطبيعي، إلَّا أنَّه لا توجد إصابات أو تغيّرات تصيب جدار الأمعاء ولا توجد علامات يمكن مشاهدتها باستعمال منظار داخلي أو صور الأشعَّة السينيَّة أو الخزعة أو الاختبارات الدَّمويَّة. فالمرض لا تحدث فيه تغييرات في أنسجة الأمعاء ولا تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان القولون أو المستقيم. حيث أن الاضطراب يكون مصدره الأعصاب الداعمة للأمعاء وليس من عضلات الأمعاء نفسها ولذلك يكون تشخيص المرض عن طريق أخذ التاريخ المرضي للمريض.
محتوى المقالة
الأعراض
متلازمة القولون العصبي تؤثر عادة على المعدة والأمعاء (يُطلق عليهما معًا باسم المسار المَعدي المَعوي)
تختلف أعراض متلازمة القولون المتهيج بين المصابين، وعادةً لفترة طويلة. وتكون الأعراض الأكثر انتشارًا كما يلي :
- ألم في البطن مع انقباضات
- تغير شكل البراز ( إمساك أو إسهال أو كلاهما )
- تزايد أو تناقص في عدد مرات التبرّز ( عدم انتظام )
علامات أخرى كالإحساس بعدم اكتمال التبرز أو زيادة الغازات
قد تظهر أعراض شديدة على عدد من المصابين بمتلازمة القولون العصبي . يستطيع البعض التحكم بالأعراض وذلك عن طريق الالتزام بنظام غذائي ونمط حياة صحّي، وتجنُّب التعرض للتوتر، بينما الأعراض الشديدة التي تؤثر على حياة المصاب فيمكن علاجها بالمتابعة مع الطبيب.
الأسباب
لا يعرف السبب الرئيسي بتطور المرض وظهوره ولكن هناك عوامل تؤدي للإصابة:
– العوامل الانفعالية كالتوتر والقلق والاكتئاب والخوف.
– تناول وجبات تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة أو دهون عالية.
– وجد عند بعض الأفراد أن تناول الطعام بسرعة كان عاملاً مساعداً في ظهور أعراض القولون العصبي.
– الالتهابات الشديدة التي تسببها البكتيريا أو الفيروسات، وُجد أن لها دور في تطور المرض.
– تغيّرات في البكتيريا المتواجدة بشكل طبيعي داخل الأمعاء لوحظ أنها عامل مساعد على ظهور المرض أيضاً.
الانتشار وعوامل الخطر
تشير الإحصائيات إلى أن انتشار المرض يُقدر بنحو 10-15%
وتكون أكثر الفئات المعرضة للإصابة كالتالي:
-الأعمار أقل من 50 سنة.
– وجود تاريخ مرضي عائلي بالإصابة بالقولون العصبي حيث أن للجينات دور بالإصابة بالإضافة للبيئة المحيطة بالشخص وقد تكون عبارة عن مزيج من الجينات والبيئة تؤدي إلى الإصابة.
– القلق، الاكتئاب والتوتر، التعرض لحوادث سابقة كالاعتداء الجسدي أو المشاكل العاطفية جميعها عوامل تساهم في الإصابة.
المضاعفات
– البواسير والتي تكون بسبب الإسهال أو الإمساك المتكرر والمزمن.
– التأثير على الحياة اليومية حيث لوحظ أن المصابين يتغير نمط حياتهم بالتأثير على النظام الغذائي والتأثير على الوضع الاجتماعي كزيادة معدل التغيب عن العمل.
– تغييرات المزاج كالاكتئاب والقلق
التشخيص
تشخيص القولون العصبي عادةً ما يتم عن طريق أخذ التاريخ المرضي. فلا يوجد فحص محدد أو معروف ومخصص للكشف عن القولون العصبي. وإنما التشخيص يكون بسماع شكوى المريض ومعرفة الأعراض ثم استبعاد بعض الأمراض الأخرى التي قد تتشابه أعراضها مع أعراض القولون (وهنا قد يلجأ الطبيب إلى استخدام بعض الفحوصات المخبرية والفحوصات التصويرية لاستبعاد الأمراض الأخرى).
في الخطوة التالية يقوم الطبيب باتباع بعض المعايير المتعارف عليها لتشخيص القولون العصبي:
– معايير روما: طريقة عمل هذه المعايير هي إحساس المريض بألم في البطن لمدة يوم واحد على الأقل أسبوعيًا خلال الثلاثة شهور الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، يصاحب هذا الإحساس عاملين من العوامل التالية: الشعور بألم عند التبرّز، أو تغير معدل التبرّز، أو تغير شكل البراز (إمساك أو إسهال).
– نوع المرض: حيث أنه يمكن تقسيم القولون العصبي إلى ثلاثة أنواع: النوع السائد فيه الإمساك، أو الإسهال، أو المختلط.
العلاج
الهدف الأساسي من العلاج هو تخفيف الأعراض ليتمكن المريض مواصلة أعماله اليومية بشكل طبيعي بدون تأثير سلبي.
ويكون كالتالي :
– الابتعاد عن تناول الأطعمة المهيّجة.
– زيادة استهلاك الأطعمة المحتوية على الألياف.
– الإكثار من السوائل.
– ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم.
– إعطاء الجسم حاجته من النوم.
ينصح بالابتعاد عن بعض الأطعمة :
– الأطعمة المسببة للغازات والمشروبات الغازية.
– الأطعمة المحتوية على الجلوتين كالقمح والشعير.
اقرأ أيضاً: الأطعمة التي ينصح بتناولها أثناء فترة الامتحانات
الأدوية المستخدمة
– المكملات المحتوية على الألياف.
– استخدام الملينات في حالات الإمساك الشديد أو المزمن.
– الأدوية المضادة للإسهال في حال كان الإسهال هو السائد.
– أدوية الاكتئاب.
– هناك أدوية مخصصة يتم استخدامها لعلاج القولون العصبي مثل : ألوسيترون، إيلوكسادولين ، ريفاكسيمين ، لوبيبروستون ، ليناكلوتيد
لمتابعة المزيد من مواضيعنا، نرحب بالاشتراك في قناتنا على تيلغرام بالضغط هنا.
علّق