لماذا نتعرق أثناء التمرين الرياضي
دعونا نتفق على الأساسيات: التعرق مهم جدا للتحكم في درجة حرارة الجسم. ترتفع درجة حرارة الجسم على سبيل المثال، في يوم صيفي حار أو أثناء تمارين مكثفة. فانقباض العضلات وانبساطها هي عملية تحتاج إلى حرق مركبات الطاقة في العضلة عن طريق تحويل هذه المركبات كيميائيا. إن عملية تحويل المركبات هذه ينتج عنها انبعاث طاقة على شكل تحفيز تفاعل كيميائي مسؤول عن انتاج الحركة في العضلة وجزء من هذه الطاقة يتحرر على على شكل حرارة. إن ما يحدث في العضلات هو شبيه بما يحدث في محركات السيارات التي تحرق البنزين أو الديزل لتحصل على طاقة ميكانيكية والتي نستفيد منها في المقام الأول عندما ينتج عنها تحريك بستونات المحرك في السيارة. إلا أن الجزء الأكبر من هذه الطاقة يتحرر على شكل حرارة لا نستفيد منها بالشكل المطلوب. تكون العضلات ما نسبته ٤٢٪ من جسم كتلة جسم الرجل و ٣٦٪ من كتلة جسم المرأة. تبدأ الغدد العرقية بالتمدد وإفراز العرق للحفاظ على درجة حرارة جسمنا مستقرة.
بمجرد وصول حرارة الجسم إلى 37 درجة مئوية، يبدأ جزء في الدماغ اسمه المهاد بالتحرك استجابة للتغير في درجة حرارة الجسم. يُحفّز المهاد الغدد العرقية لتحرير خليط مالح من الماء وكلوريد الصوديوم وغيرها من الشوارد. عندما يترك يخرج العرق من مسام الجلد، فإنه يتبخر في الهواء. إن عملية التبخر والماء المتبخر يأخذ معه بعض الحرارة من على سطح الجسم.
لذلك من المنطقي أن تؤدي الرياضة الشاقة إلى ارتفاع درجة حرارة الجسم والحاجة إلى التخلص من هذه الحرارة عن طريق التعرّق. ولكنه ليس ارتفاع درجة حرارة الجسم التي يتسبب في التعرق فقط. فأثناء التمرين، يزداد معدل ضربات القلب و يرتفع ضغط الدم، مما يؤدي بدوره إلى ضخ المزيد من العرق إلى خارج الجسم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتمارين التكرار، مثل رفع الأثقال، أن تحفّـز الغدد العرقية لافراز العرق حتى بدون ارتفاع درجة حرارة الجسم. حتى عندما ينخفض ضغط الدم بعد مرور الوقت في الصالة الرياضية، فإن الجسم غالباً ما يستمر في إخراج العرق لأن العضلات تبقى محفزة.
هناك أمر واحد يمكن أن يتفق عليه الجميع – من الضروري شرب الكثير من الماء قبل وبعد التمرين. فتشير الأبحاث إلى أن الرياضيين المحترفين قد لا يشربون ما يكفي من الماء اللازم لتجنب الجفاف. خلال التمرين، غالباً ما تكون كمية العرق المُفــرَزة أكبر من كمية السوائل التي يتناولها الشخص خلال التمرين، مما يؤدي إلى الجفاف في نهاية التمرين. هذا يفسد قدرة الجسم على تنظيم درجة الحرارة والذي يسبب في انخفاض الأداء الرياضي. وإذا لم تكن من محبي شرب الماء، يمكن للمشروبات الرياضية أيضًا المساعدة في تجديد سوائل الجسم. قبل البدء في تناول المشروبات الرياضية المحملة بالسكر تذكر أن المشروبات الرياضية يجب أن تحتوي على كميات معتدلة من الجلوكوز والصوديوم. هذه المواد الغذائية يمكن أن تساعد الجسم على تسريع عملية إعادة التميؤ وإمداد الكربوهيدرات إلى العضلات العاملة للحصول على جرعة إضافية من الطاقة.
علّق