ما سبب المرض أثناء فترة الامتحانات؟
هل سبق وأن عانيت من الإصابة بأمراض مثل الزكام أثناء فترة الامتحانات؟ كثيرًا ما تردنا تساؤلات حول هذا الموضوع: لماذا نمرض أثناء فترة الامتحانات؟ هل تسبب فعلاً الامتحانات الأمراض؟! نبين في هذا المقال أبرز الأسباب والعوامل المؤدية للمرض خلال فترة الامتحانات.
هل سبق وأن عانيت من الإصابة بأمراض مثل الزكام أثناء فترة الامتحانات؟ كثيرًا ما تردنا تساؤلات حول هذا الموضوع: لماذا نمرض أثناء فترة الامتحانات؟ هل تسبب فعلاً الامتحانات الأمراض؟! نبين في هذا المقال أبرز الأسباب والعوامل المؤدية للمرض خلال فترة الامتحانات.
تشكّل الامتحانات فرصة مهمة لاجتياز مرحلة من العمر وتحقيق الإنجازات التي يسعى إليها الطلبة كل عام. وتضعهم تحت ضغط جسدي أو نفسي من أجل تخطي هذه المرحلة. وهذا الأمر ينطبق على الكثير من الأحوال أيضًا، مثل مشاريع التخرج والمواعيد النهائية لتسليم الأبحاث أو العروض التقديمية وحتى المقابلات الشخصية عند الاستعداد والتقدم للحصول على فرصة وظيفية مثلاً. الكثير من هذه الحالات المشابهة تزيد من احتمالية الإصابة بالأمراض. لكن ما السر في ذلك؟! إليكم أبرز هذه النقاط التي تساعد في فهم ما يحصل تحديدًا:
1-عدم أخذ قسطًا كافٍ من الراحة
لاشك بأن النوم لساعاتٍ كافية (نحو 8 ساعات) كفيلة لتعطي الدماغ الفرصة الكافية للحفاظ على نشاطه بأفضل مستوى أثناء الامتحان. و وفقًا لما ورد في موقع المعهد الأمريكي للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (NIH)، فإن للنوم أهمية كبيرة لوظائف الدماغ. بما في ذلك وظائف الخلايا العصبية (العصبونات) وطريقة ترابطها مع بعضها البعض. وفي الواقع، كشفت أحدث الدراسات أن النوم يلعب دورًا مشابهًا للتدبير المنزلي في إزالة الفضلات والسموم التي عادةً ما تتراكم خلال فترة الاستيقاظ والجهد الذهني.
لكن لنعد إلى موضوعنا الأساسي، وهو المرض أثناء فترة الامتحانات. يساعد النوم في استرخاء الجسم والتقليل من التوتر الذي يعد من أبرز العوامل التي يمكن أن تؤدي للإصابة بالمرض أثناء الامتحانات. والنوم لساعات أقل، يزيد من نسبة الإصابة بالمرض بفعل التوتر والإجهاد. لكن ما علاقة التوتر بالإصابة بالأمراض؟! ننتقل مع هذا السؤال إلى النقطة التالية.
2-التوتر
في حالات التوتر يرتفع مستوى هرمون التوتر (الكورتيزول) الذي يرفع نسبة السكر بالدم لتحفيز الدماغ على استهلاك الجلوكوز. وخلال فترة الامتحانات، يمكن أن يؤدي التوتر والإجهاد المستمر ولفترة مطولة إلى ارتفاع مستوى الكورتيزول والكاتيكولامين لفترة مطولة تؤدي إلى تثبيط الخلايا التائية التي تلعب دورًا أساسيًا في المناعة الخلوية. بل تثبط أيضًا الخلايا الفاتكة الطبيعية (Natural Killers) الهامة في محاربة الخلايا السرطانية!
إذًا نجد أن التوتر المزمن وما يصاحبه من ارتفاع مطوّل لهرمونات التوتر التي تفرزها الغدة الكظرية تؤثر بشكل سلبي على الاستجابة المناعية. بل تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري بسبب الارتفاع المتزامن لمستوى السكر بالدم مع مستويات هرمونات التوتر، وتصلب الشرايين. ومن الناحية النفسية، يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى الإصابة بالاكتئاب، وانفصام الشخصية Schizophrenia.
وتختلف نسب الإصابة بهذه الأمراض من شخص لآخر في حالة التوتر المزمن، وأحد أبرز أسباب هذا الاختلاف الجينات. الجدير بالذكر أن نسبة الإصابة بالإنفلونزا كبيرة بالمقارنة مع الأمراض الأخرى. وهذا ما يفسر بإصابة العديد من الطلبة بأعراض نزلة البرد أو الانفلونزا أثناء فترة الامتحانات.
3-الإكثار من تناول السكريات
الدراسة لساعات طويلة استعدادًا للامتحان يتطلب جهدًا ذهنيًا كبيرًا، والجلوكوز مادة أساسية لإمداد الدماغ للطاقة. وقد يصاب الطالب خلال هذه الفترة بالملل الذي يدفعه للإكثار من تناول السكريات بنسبة أكبر بكثير من حاجة الجسم. ومع قلة النشاط الحركي بسبب الجلوس لفترة طويلة للدراسة، تزيد نسبة السكر بالدم. وهذه الزيادة المفرطة للسكر خطيرة لأنها تثبط الجهاز المناعي وتجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض البكتيرية والفيروسية.
4-قلة الحركة
حرمان الجسم من الرياضة طيلة فترة الاستعداد للامتحانات يؤدي إلى الخمول والكسل والشعور بالإعياء والتعب. وضعف الجهاز المناعي في حال تراكم مستويات كبيرة من السكر بالدم من جهة، وقلة نشاط الدورة الدموية من جهة أخرى.
النشاط الجسدي مهم للغاية ليس فقط من أجل حرق مستوى السكر الزائد عن حاجة الجسم، فالحركة تنشط الدورة الدموية التي بدورها تنشط الجهاز المناعي أيضًا. إضافةً إلى ذلك، تساعد الحركة كرياضة المشي مثلاً على إطلاق مادتي الدوبامين والسيروتونين اللتان تحسنان الحالة المزاجية وتقللان الشعور بالتوتر! لذلك تعد الرياضة عمومًا عاملاً مهمًا جدًا لتحسين الصحة النفسية والحالة المزاجية كما أنها تساعد في تقوية الذاكرة.
وبناءً على ما ذكر أعلاه، نجد أنه من الضروري النوم لساعات كافية (8 ساعات) قبل أي امتحان أو موعد مقابلة أو تقديم مشروع. مع الحرص على التنويع في تناول المأكولات الصحية وتجنب الإفراط في تناول السكريات. والمشي لمدة نصف ساعة على الأقل يوميًا خصوصًا بعد الاستيقاظ من النوم في الصباح الباكر، حين يكون مستوى هرمون الكورتيزول بأعلى مستوياته.
وقبل ذلك كله، لابد من العمل المستمر على تجنب تراكم المهام أو الكمية المطلوبة للدراسة وتأجيلها لأيام الامتحانات لأن هذا التراكم الكبير يؤدي بحد ذاته للشعور بالتوتر. ويؤثر على التركيز ويضعف من قدرة الطالب على الالتزام بالنصائح الأخرى المذكورة مثل الرياضة والنوم تناول المأكولات الصحية. بالتوفيق للجميع.
المصادر:
1– المعهد الأمريكي للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية (NIH).
2– موقع المكتبة الوطنية الأمريكية للطب.
صورة المقال الرئيسية:
Photo by Kelly Sikkema on Unsplash
علّق