الرعاش التوتري – الديستونيا (Dystonia)

ينشأ الرعاش التوتري نتيجة الإصابة بخلل التوتر العضلي (الديستونيا)، حيث يعاني المريض من اختلال التوافق العضلي العصبي، الأمر الذي يؤدي إلى انقباض العضلات على نحوٍ مستمر، وهو ما يظهر في صورة حركات لا إرادية متكررة (ارتعاشات) واتخاذ الجسم كاملا أو جزء منه أوضاع غير طبيعية، ليبدو المريض وكأنه يؤدي حركات راقصة، لذا يسمى الرعاش التوتري في بعض الأحيان باسم “الديستونيا الراقصة”.

هكذا يبدو الرعاش التوتري (الديستونيا) في الفيديو أدناه.

الأسباب التي تؤدي إلى الرعاش التوتري:

• إصابة الطفل أثناء الولادة بالأسفكسيا (Asphyxia) ( نقص/انقطاع وصول الأكسجين إلى الطفل على نحو مؤقت أثناء ولادته). هذا الحرمان المؤقت من الأكسجين قد يؤدي إلى حدوث تلف بأنسجة وخلايا المخ، وهو ما يظهر في صورة الإصابة بالرعاش التوتري.
• الإصابة بمرض ويلسون (Wilson disease)، وهومرض يجعل الجسم عاجزا على التخلص من عنصر النحاس، الأمر الذى يؤدي إلى تراكم النحاس بالكبد والمخ والعين وغيرها من الأعضاء وزيادة نسبته، والذي بجوره يؤدي إلى ظهور الرعاش التوتري.
• تشير بعض الدراسات الطبية التي أُجريت فى هذا الشأن إلى أن الرعاش التوتري قد ينشأ نتيجة لأسباب وراثية، حيث لوحظ أنّ احتمالية الإصابة بالمرض تتزايد مع وجود تاريخ مرضي عائلي للرعاش التوتري.
• أحيانا قد ينشأ الرعاش التوتري نتيجة التعرض المفرط والمستمر لبعض العناصر السامة كالرصاص والكادمويوم والزئبق والبزموت، لذا فإن عمال المصانع من أكثر الفئات المعرضة للإصابة بالمرض.
• قد يتسبب فرط استخدام الجرعات الدوائية من مضادات الذهان (بالإنجليزية: antipsychotics أو neuroleptic) وهي نوع من أنواع أدوية العلاج النفسي المهدئة للأعصاب والتي تُستخدم في الأساس للتحكم في مرض الذهان (Psychosis) والتي قد تؤدي على المدى البعيد في الإصابة بخلل التوتر العضلي، وبالتالي ظهور الرعاش التوتري.

أعراض الرعاش التوتري

يلاحظ أن الرعاش التوتري قد يصيب الجسم كاملا أو يستهدف جزء معين من الجسم، وبناء عليه فإن الأعراض الإكلينيكية التي يظهرها المريض تكون بناءً على العضلات الموجودة بالمنطقة المتضررة، ولعل أهم العضلات المستهدفة وأعراضها المرضية المرتبطة هي:

• عضلات العين: إزدواج الرؤية.
• عضلات الرقبة: التواء الرقبة وإصابتها بالتشنّـج.
• عضلات الفّـكين: نوبات من إطباق الفكين على نحو شديد يعقبها نوبات من عدم القدرة على إغلاق الفم.
• عضلات الأطراف: يعاني المريض من تشنجات عضلية لا إرادية مؤلمة بعضلات الأطراف، بالإضافة إلى خلل شديد بقدراتها الوظيفية (عدم قدرة اليدين على إلتقاط وإمساك الأشياء، عدم القدرة على المشي .. إلخ ).
• عضلات الشرج والمستقيم: الإصابة بالإمساك المزمن والشعور بألم شديد أثناء التبرز، أما في الحالات المتقدمة يعانى المريض من سلس البراز.

أيضا وإضافةً لما سبق قد يعاني المريض من مجموعة من الأعراض المتفرقة، والتي تشمل: صعوبة البلع، تغير في طبقة الصوت ( بحة الصوت أوالتحول إلى الصوت الأجش)، الأَرَق وإضطرابات النوم، الإكتئاب، تقلب المزاج، عدم القدرة على التركيز .. إلخ .

علاج الرعاش التوتري

لايوجد علاج فعلي للرعاش التوتري، حيث يقتصر التدخل العلاجي لمثل هذه الحالات على تخفيف حدة الأعراض التي تصيب العضلات سعيا لإيقاف تطورالمرض، ويتم هذا الأمر من خلال الإجراءات التالية:

• علاج العامل المسبب: مثل إيقاف مضادات الذهان في حالة الإفراط في تناولها، وتجنب التعرض لملوثات الرصاص والزئبق .. إلخ.
• جلسات العلاج الطبيعي التي تهدف إلى استرخاء العضلات والحد من خلل التوتر الذي يتسبب في حدوث التشنجات العضلية.
• الراحة التامة وتجنب القيام بأي مجهود بدني زائد.
• العلاج الدوائي: ويتضمن الأدوية المضادة للرعاش + الأدوية الباسطة والمرخية للعضلات + مضادات الهيستامين .
• العلاج الجراحي : ويتم اللجوء إليه غالبا في الحالات المتقدمة مع إستنفاذ كافة الوسائل الاخرى، حيث يتمقطع العصب المغذي للعضلات المتضررة، ويعيب هذه الطريقة أنها لايمكن إستخدامها فيكل حالات الرعاش التوتري، حيث من المستحيل مثلا قطع الأعصاب المغذية لعضلات الأطراف .

علاج الديستونيا الجراحي – عن طريق التحفيز المخي العميق

ملاحظة: نحن متخصصون في علاج أمراض الحركة عن طريق جراحة التحفيز المخي العميق. يمكنكم التواصل معنا على صفحتنا على الفيسبوك بالضغط هنــا أو ترك تعليق أسفل المقالة أو ارسال بريد إلكتروني إلى:

[email protected]

يتكون فريقنا الطبي من جراحين أوروبيين وعرب. تواصلوا معنا لتنسيق الحالة وإجراء مقابلة طبية أن لاين. بعد قراءتك للمقالة، سنسعد بالإجابة على أسئلتك.

يمكن علاج الديستونيا باستخدام التحفيز الدماغي العميق (Deep Brain Stimulation). يكون ذلك بتحفيز جزء معين بالمخ بتيار كهربائي بتردد معين والذي بدوره يغير من كهربة المخ والمسؤولة عن ظهور أعراض الديستونيا.

ينطوي تحفيز الدماغي (المُخّي) العميق على زرع أقطاب كهربائية في مناطق معينة من الدماغ. تُنْتِج هذه الأقطاب الكهربائية نبضات كهربائية تنظم نبضات المخ غير الطبيعية، أو يمكن أن تؤثر النبضات الكهربائية على وظيفة خلايا ومواد كيميائية معينة داخل الدماغ.

يتم التحكم في كمية التحفيز في التحفيز المُخّي العميق (DBS) بواسطة جهاز يشبه جهاز تنظيم ضربات القلب يتم زرعه تحت الجلد في أعلى الصدر أو البطن. يتم توصيل الجهاز بالأقطاب المزروعة في الدماغ عن طريق سلك دقيق يمر تحت الجلد. (كما في الصورة أدناه)