كل ما تحتاج معرفته حول الصرع
يعد الصرع من أشهر الاضطرابات العصبية، فقد ترى أمامك شخص ما يقع على الأرض ثم يبدأ جسده يهتز بشكل عنيف بينما تقف بمكانك ولا تدري ما الذي يحدث أمامك أو كيف تتصرف أو هل بإمكانك عمل شيء ما أساسًا؟ الصرع هو ما سنتحدث عنه في مقالنا..
محتوى المقالة
ماهو مرض الصـرع وماهي أعراضه ؟
الصرع هو مرض عصبي يحدث فيه زيادة مفاجئة في النشاط الكهربائي للدماغ حيث تصيب القشرة الدماغية (القشرة الدماغية المسؤولة عن الحركة، الإحساس، الرؤية وغيرها) لتظهر بذلك أعراض عصبية وفقًا للمنطقة التي تعرضت لهذه الزيادة الكهربائية، وتسمى هذه الزيادة الكهربائية بالنوبة “Seizure”، وعند تأثر القشرة الدماغية المسؤولة عن الحركة تحدث التشنجات العضلية “Convulsions”.
تظهر أعراض الصرع بشكل وحدّة تختلف من شخص لآخر فلذلك تم تقسيمه إلى قسمين رئيسيين اعتمادًا على حدوث فقدان للوعي أو لا، أيضًا تم تقسيم مراحل حدوث نوبة الصرع إلى 3 مراحل:
– المرحلة الأولى – مرحلة ما قبل النوبة
وهي مرحلة يشعر فيها المريض بقرب حدوث نوبة الصـرع وذلك بظهور علامات محددة يشعر بها كالبدء بشم رائحة غريبة، رؤية هالات وأضواء، إحساس غير طبيعي في الجسد، الإحساس بمذاق غير طبيعي بالفم.
– المرحلة الثانية – النوبة الصرعية
تبدأ في هذه المرحلة ظهور الأعراض العصبية للصرع والتي يتم تقسيمها لقسمين رئيسين:
1 – الصـرع العام: حيث تشمل زيادة النشاط الكهربائي القشرة الدماغية كاملة الحركية والحسيّة ويصاحبه فقدان في الوعي.
أشكال الصرع العام:
أ – نوبة الصرع الكبرى أو تعرف باسم آخر النوبة التوترية الارتجاجية tonic-clonic seizure””
نوبة تستمر لعدة دقائق وهي الشكل النمطي والمشهور عن الصرع حيث يسقط فيه المريض على الأرض ويفقد الوعي مع تصلب الجسد والعضلات (المرحلة التوترية tonic) يليها المرحلة الارتجاجية (Clonic) حيث تبدأ فيها حدوث ارتجاجات في كامل الجسم وحركات شديدة مع خروج لعاب ذو رغوة، يصاحب المرحلة أيضًا فقدان السيطرة على المثانة أو الأمعاء، عض اللسان، ارتفاع بؤبؤ العين للأعلى.
ب – نوبة صرع ارتجاجية (clonic seizures) وهي مشابهة للصرع الأكبر لكن بدون وجود للمرحلة التوترية.
ج- نوبة صرع توترية (tonic seizure) تصلب وشد لعضلات الجسم مع عدم وجود للمرحلة الارتجاجية.
د – نوبة صرع ارتخائية (Atonic seizure) عبارة عن ارتخاء مفاجئ للعضلات وفقدان السيطرة عليها قد تجعل المريض يسقط أرضًا في بعض الأحيان وعادة يكون هذا النوع لا يسبب بفقدان الوعي.
هـ – نوبة صرع الارتجاج العضلي (Myoclonus) وهي عبارة عن انقباض مفاجئ أو ارتعاش وارتجاج في أحد الأطراف.
و- نوبة الصرع الصغرى أو الغيابي (Absence seizure) وهي عبارة عن نوبة خالية من التشنجات ولكن يدخل فيها المريض بغيبوبة بشكل مفاجئ لاتؤدي لسقوطه أو ارتخاء العضلات تستمر لمدة 10 – 15 ثانية. عادةً لا يشعر المريض بحدوث الغيبوبة ويمكن أن تحدث بشكل متكرر خلال اليوم قد تظهر علامات على وجه المريض بحدوث النوبة كالتوقف المفاجئ عن الكلام والحركة وارتفاع العينين للأعلى أو قد تكون العلامة الوحيدة هي التوقف المفاجئ عن الكلام والحركة والاستجابة. وفي العادة لا يسبق حدوث النوبة علامات محددة.
القسم الآخر من الصرع:
2- الصرع الموضعي أو البؤري حيث يحدث نتيجة لزيادة النشاط الكهربائي في الدماغ في بؤرة معينة على القشرة الدماغية ولا تشمل القشرة كاملة. فتظهر التشنجات العضلية أو النوبات الحسية (كالشعور بالخوف بشكل مفاجئ، رائحة غريبة أو طعم غريب، ألم في البطن، ألوان وهالات ضوئية وغيرها) وذلك وفقًا للمنطقة المصابة من القشرة الدماغية
وبدوره أيضًا يُقسم إلى نوعين: الصرع البؤري البسيط حيث لا يفقد فيه المريض وعيه، والصرع البؤري المعقد حيث يفقد فيه الوعي.
– المرحلة الثالثة – مرحلة ما بعد النوبة :
بعد انتهاء النوبة أو التشنجات يبدأ المريض باستعادة وعيه ويكون إما فاقد للذاكرة لفترة قصيرة ، مشوّش، أو ينام لفترة قصيرة مع ألم في العضلات وإرهاق وفي بعض الحالات النادرة شلل سفلي يستمر لأقل من 24 ساعة يعرف باسم شلل تود (Todd’s paralysis).
معدلات الانتشار
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 40 مليون شخص يعاني من الصرع وتزيد نسبة الوفيات بين مرضى الصـرع بمعدل ثلاث أضعاف مقارنة بغير المصابين .
كيف تتعامل مع مريض يعاني من تشنجات؟
– وضع وسادة أو قطع قماش تحت رأسه لتجنب حدوث نزيف دماغي
– لا تقم بمحاولة إيقاف التشنجات كالإمساك باليد ونحوه حيث يؤدي ذلك لكسر أو أذى للمريض
– عند انتهاء التشنجات قم بتغيير وضعية المريض ليكون على الجهة اليسرى أو اليمنى (وتسمى بوضعية التعافي)
– التوجه للطوارئ فورا في حال استمرت التشنجات لأكثر من 5 دقائق أو حدوث نوبة أخرى خلال 5 دقائق دون استعادة الوعي. حيث تعرف هذه الحالة باسم ” الحالة الصرعية status epilepticus ” وهي حالة طارئة.
التشخيص والعلاج
يتم تشخيص الصـرع بعد عمل مجموعة من الفحوصات والصور الدماغية لاستبعاد وجود أسباب عضوية أو مرضية مسببةً للتشنجات كانخفاض سكر الدم، الصوديوم والبوتاسيوم أو ورم في الدماغ، عند استبعاد جميع الأسباب يتم تشخيص الصرع الأساسي.
يتم وصف الأدوية المضادة للصرع على المدى الطويل بعد التشخيص وفقًا لنوع الصرع:
– الصـرع العام: يتم إعطاء دواء صوديوم فالبوريت كعلاج الخط الأولي، يتم استخدام دواء كارباميزابين في حال عدم توفر أو عدم فعالية الدواء الأول.
اقرأ أيضاً: الرعاش (الرجفان) مع صور توضيحية
– الصـرع البؤري: يتم إعطاء دواء كارباميزابين كعلاج الخط الأولي، يتم استخدام دواء صوديوم فالبوريت كعلاج خط ثانوي.
– الحوامل: يتم استخدام دواء لاموتريجين لكونه آمن على الحمل.
– الصـرع الغيابي: يتم استخدام دواء إيثوزوكزيمايد كعلاج أساسي، ودواء صوديوم فالبوريت كعلاج ثانوي.
في حال لم يكن هناك سبب طبي معروف لحدوث التشنجات فيتم إيقاف الأدوية بعد استمرار المريض على الأدوية لمدة سنتين دون حدوث نوبة واحدة، في حال حدوث نوبة واحدة خلال السنتين فإنه يتم احتساب سنتين من جديد.
في حال تم اكتشاف وجود سبب ما لحدوث التشنجات فإن الخطة العلاجية تشمل على علاج هذا السبب والتخلص منه بالإضافة إلى استخدام أدوية الصرع للوقاية من النوبات إلى حين التخلص من السبب .
الحالة الصرعية status epilepticus
استمرار التشنجات لأكثر من 5 دقائق أو تكرر حدوث النوبات خلال 5 دقائق دون حدوث لاستعادة الوعي بين كل نوبة وأخرى هي حالة طارئة لما فيها من إجهاد للدماغ ونقص وصول الأوكسجين إليه مما يؤدي إلى تضرر الخلايا العصبية الدماغية وحدوث أضرار وإعاقة غير قابلة للشفاء.
يتم إعطاء المريض في هذه الحالة أدوية مجهضة للتشنجات ويتم استخدام دواء ديازيبام عبر الوريد كخط العلاج الأول في هذه الحالة ويمكن تكرار إعطاء الجرعة 3 مرات كحد أقصى لما له من تأثير تثبيط للجهاز التنفس.
لمتابعة المزيد من مواضيعنا، نرحب بالاشتراك في قناتنا على تيلغرام بالضغط هنا.
علّق