الرعاش الفيسيولوجي (هزة اليد الخفيفة)
ما هو الرعاش الفيسيولوجي
الرعاش الفسيولوجي (أو بالإنجليزية Physiologic Tremor) عبارة عن حركات لا إرادية غير مَـرَضِــيّـة تتم وفق نمط ثابت أو متغير، وتنشأ نتيجة لتقلصات وانقباضات غير منتظمة غالبا في عضلات الأصابع واليدين وتكون ذات التأثير المعاكس للحركة المعتادة. فعلى سبيل المثال: من المعروف أن الوضع التشريحي الطبيعي لمفصل الرسغ أن يكون في وضع المد (الإطالة)، لذا لتغيير وضع مفصل الرسغ إلى وضع الإنحناء (الثني)، لابد إذن من وجود عضلات تقوم بنقل مفصل الرسغ إلى وضعية الانحناء والحفاظ عليها ثابتة كذلك في هذه الوضعية، وبناء عليه تقوم هذه العضلات بحركات إنقباضية ثابتة ومنتظمة للحفاظ على المفصل في هذه الوضعية المعاكسة، أما في حالة قيام العضلات بحركات انقباضية غير منتظمة، فإن هذا الأمر يؤدي إلى ظهور الحركات اللإرادية التي تعرف بإسم الرعاش الفسيولوجي.
يحدث الرعاش الفيسيولوجي في الأشخاص الطبيعيين، دون أن يكون هناك سبب مرضي. هناك بعض المسببات التي تزيد من حدة هذا النوع من الرعاش وهي مذكورة أدناه. يكون الرعاش الفيسيولوجي بتردد من 5 إلى ١٠ اهتزازات بالثانية.
وينقسم الرعاش عموما إلى نوعين أساسيين، وهما : الرعاش الفسيولوجي والرعاش المرضي.
وبالحديث عن الرعاش الفسيولوجي يمكننا القول أنه عبارة عن حركات إرتجافية بسيطة يمكن رؤيتها أحيانا بالعين المجردة (حيث يمكن رؤيتها مثلا في أطراف الأصابع عندما يكون الذراع ممدودا لفترة زمنية ما)، لكن أهم ما يميز هذا النوع من الرعاش أنه عادة لايتسبب في أي خلل وظيفي محتمل (بمعنى مثلا أن الرعاش الفسيولوجي الذي قد يصيب الأصابع لايؤثر على قدرتها على إمساك الأشياء والكتابة بالقلم .. إلخ)، كما أنه لايقترن بأي علة مرضية على صعيد المخ والجهاز العصبي ككل. وغالبا ما يكون الرعاش في كلتى اليدين بشكل مماثل.
أسباب الرعاش الفيسيولوجي
لايزال السبب الفعلي للإصابة بالرعاش الفسيولوجي غير واضح على نحو تام، وإن رجحت بعض الدراسات الجادة التي أُجريت في هذا الشأن، وجود بعض العوامل التي تسهم بشكل مباشر ورئيسي في الإصابة بالرعاش الفسيولوجي.
ولعلّ أهم هذه العوامل المشار إليها ما يلي:
- العامل الجيني أو الوراثي : أفاد بعض الباحثين بأن الرعاش الفسيولوجي قد ينتقل بشكل جيني وراثي من الآباء إلى الأبناء، حيث تظهر هذه الحركات الإرتجافية أحيانا مبكرا فى الطفولة، أما معظم الحالات فتبدأ بظهور الأعراض لديها في العقد الثاني أو الثالث من العمر. ويُلاحظ أن الحالة تظهر في البداية بالذراعين، لكنها قد تمتد لاحقا في بعض الأحيان لتشمل مناطق بالرأس كالفم والذقن بالإضافة إلى الرقبة.
- التعرض لضغوط نفسية شديدة على نحو متكرر، كالإصابة بالقلق أو التوتر أو الخوف أو الإكتئاب .. إلخ.
- المجهود البدني الزائد أو السهر لأوقات متأخرة .
- الإصابة ببعض الأمراض، كما في الإختلال الوظيفي للكبد أو الكليتين.
- أحيانا قد ينشأ الرعاش الفسيولوجي بإعتباره أحد الأعراض الإنسحابية الناتجة عن التوقف عن تناول المشروبات المنبهة كالشاي والقهوة، وهو نفس الأمر الذى يحدث عند الإقلاع عن الكحوليات أو المهدئات والمواد المخدرة.
- يعتبر الرعاش الفسيولوجي أحد الظواهر المرضية التي يتسبب فيها التعرض لأبخرة الليثيوم على المدى الطويل، والذي قد يتواجد في دخان المصانع.
- ينشأ الرعاش الفسيولوجي أحيانا نتيجة الإفراط في أنواع معينة من الأدوية كالمهدئات والمركبات الإسترويدية، بالإضافة إلى أدوية علاج نقص نشاط الغدة الدرقية.
- قد يتسبب اختلال بعض عناصر الجسم في الإصابة بالرعاش الفسيولوجي، ولعل أهم هذه الحالات: زيادة مستوى هرمون الثيروكسين الذي تفرزه الغدة الدرقية (Thyroid Gland)، زيادة مستوى هرمون الباراثرمون الذي تفرزه الغدة الجاردرقية (Parathyroid Gland)، نقص مستوى الكالسيوم، نقص مستوى الصوديوم ,نقص مستوى سكر الجلوكوز. ويعتمد علاج الرعاش الفسيولوجي بصورة رئيسية على إيجاد العامل المسبب، ومن ثم العمل على علاجه.
تشخيص الرعاش الفيسيولوجي
ولإيجاد العامل المسبب ينصح بإجراء الإختبارات المعملية التالية:
- صورة دم كاملة.
- إختبار وظائف الكلى.
- إختبار وظائف الكبد.
- قياس نسبة السكر بالدم.
- قياس نسبة أملاح الكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والماغنسيوم بالدم.
- قياس مستوى هرمونات الثيروكسين والباراثورمون بالدم .
- عمل إختبار سموم للكشف عن أي جرعات زائدة .
- لامانع من فحص المخ بإستخدام الأشعة المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي، وذلك للتأكد من عدم وجود أى علة عصبية، وبالتالي تأكيد تشخيص الرعاش على أنه رعاش فسيولوجي فحسب.
- كذلك يمكن قياس النشاط الكهربي للعضلات المتضررة، وذلك لفحص تردد الحركات الإرتجافية الناشئة.
وفى الختام .. بالنسبة لبعض المرضى، يمكن أن يؤدي الرعاش الفسيولوجي البسيط إلى درجات كبيرة من الإحراج والإعاقة الوظيفية، مثل عازف الكمان في اختبار حاسِم، أو أي محترف يقدم عرضًا مهمًا.
لا مانع من إعطاء بعض الأدوية المثبطة للرعاش من قبل الطبيب ريثما يتم تحديد العامل المسبب والتعامل معه للقضاء عليه تماما. إن تناول دواء بروبرانولول (Propranolol) (ويُعرف باسم كونكور أيضا تجاريا) يؤدي إلى التخفيف من حدة الهزّة، ولكن يجب التعرف على الجرعة المناسبة. لذلك، ينبغي أن يتم وصف الأدوية وتحديد الجرعات تحت إشراف طبي متخصص، وذلك لتجنب أي أعراض جانبية محتملة.
علّق