ما أهمية الفحوصات الطبية الدورية؟
على الرغم من توفر خدمات الفحوصات الطبية في الكثير من المراكز الصحية والمستشفيات إلا أن الفحوصات الطبية قلّما تشهد إقبالاً إلا عند الحاجة أو عند التعرض لمرض ما أو حالة تستدعي إجراء هذه الفحوصات للأسف!
وتلعب الفحوصات الطبية الدورية دورًا مهمًا في الكشف المبكر عن الأمراض وسهولة معالجتها. بالإضافة إلى مراقبة الحالة الصحية بشكل مستمر لاسيما عند التقدم بالسن والتعرض لعوامل الخطورة للعديد من الأمراض كالسمنة والتدخين وظروف بيئة العمل والوراثة وغيرها الكثير.
مفهوم خاطئ: أنا بخير.. إذًا لا أحتاج للفحوصات الطبية!
هذا المفهوم الخاطئ بحد ذاته هو استهتار كبير بالصحة، وتهور يؤدي عادةً إلى عواقب وخيمة! فكون المرء لا يشعر بأية أعراض لا يعني أبدًا أن جسده لا يشتكي من أي مرض! فالأعراض عموماً تبدأ بشكل تدريجي ويمكن ملاحظتها بسهولة من خلال الفحوصات الطبية الدورية. كما أن الكثير من الأعراض – كالسخونة مثلاً- تكون مشتركة بين الكثير من الأمراض ذات المنشأ الفيروسي أو الفطري أو البكتيري. وكذلك الأمر بالنسبة إلى الدوخة أو الشعور بالدوار، فهذا عرض مشترك بين عدة مشاكل صحية مثل اضطرابات ضغط الدم ومشاكل القلب والمخ والأعصاب كذلك أيضًا.
مفهوم خاطئ: هذه الفحوصات الدورية مكلفة.. وأريد توفير المال!
في الواقع، هذا أحد أبرز الأسباب التي يبرر فيها الكثير من الناس عدم رغبتهم بإجراء الفحوصات الطبية. لكن عبّر الكثير من المرضى حول العالم عن أسفهم بسبب إهمالهم لهذه الفحوصات التي كانت ستجنبهم المخاطر الصحية، وستوفر عليهم تكاليف الرعاية الصحية المرتفعة عند علاج المشاكل الصحية أو الالتزام بالخطة العلاجية لمواجهة الأمراض المستعصية. ثم أن الكثير من المشاكل الصحية تبدأ بدون أعراض واضحة لا يمكن الاستدلال عليها أو معرفتها إلا عند إجراء هذه الفحوصات! والتي
سيدرك المرء أهميتها في إنقاذ حياته لاحقًا. بدلاً من التركيز على الاهتمام بعدّ حفنة تافهة من النقود! وكما يُقال ونسمع دومًا.. درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج.
ما هي الفحوصات الطبية التي يجب إجراؤها؟
ذلك يعتمد على التاريخ المرضي، لذلك لابد من استشارة الطبيب لمعرفة أنواع الفحوصات المطلوبة، وإن كانت هناك أية أمراض وراثية لدى العائلة لابد من ذكرها، وذكر أي أمراض تعرضت لها سابقًا وهل تتناول أي أدوية ولماذا؟ وما هي؟ وكم مقدار الجرعات التي يتم تناولها؟ هذه المعلومات ستساعد في تحديد جميع الفحوصات الطبية الدورية التي يجب إجراؤها بشكل منتظم.
أما بالنسبة إلى الفحوصات الطبية الأساسية فهي كما يلي:
1- تحليل الدم: يمكن من خلال تحليل الدم معرفة مستويات الكوليسترول والسكر والفيتامينات والأملاح والهرمونات والأنزيمات ويساهم في تشخيص الإصابة بعدة أمراض مثل الأيدز والتهاب الكبد الوبائي.
2-مؤشر كتلة الجسم (BMI): يساعد في الوقاية من البدانة ومخاطرها
3- وعند التقدم بالسن: ينصح الأطباء بالالتزام بالفحوصات بالكشف المبكر عن سرطان الثدي وعنق الرحم، والقولون والمستقيم والبروستات، وسرطان الجلد
وبناءً على ما تم ذكره سابقًا، يمكن القول أن الفحوصات الدورية الطبية حجر الأساس في الوقاية من الأمراض! حتى لو كانت هذه الفحوصات مكلفة، فإنها وبكل تأكيد ستحمي الصحة وهي الأهم بالدرجة الأولى عند مقارنتها بالمال، وبالدرجة الثانية نجد أن هذه الفحوصات تساهم بشكل فعّال في الحد من تكاليف العمليات والخطط العلاجية باهظة الثمن فيما لو تم اكتشاف أي مرض كان بشكل متأخر كالأورام السرطانية الخبيثة مثلاً. والمؤسف أن اكتشاف هذه الأورام بشكل متأخر وفي كثير من الأحيان لن يساعد في الشفاء التام من هذه الأورام. ولن يقي من الأعراض الجانبية الخطيرة المصحوبة عادةً بالعلاج الإشعاعي والكيماوي. ناهيك عن نتائج العمليات الجراحية ومضاعفاتها التي يجب إجراؤها لاستئصال الأورام وأجزاء أخرى حولها أو قد يصل الأمر إلى ححد بتر أعضاء بشكل كامل!
وبالحديث عن المضاعفات.. تلك قصة أخرى عزيزي القارئ.. فهناك خطط علاجية مكلفة أخرى لحل مشاكل هذه المضاعفات وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأعراض الجانبية.. هذه القصة غالباً لن تكون سعيدة للأسف، وسيكون عنوانها الندم ومحورها درسٌ قاسٍ يبدأ بعبارة مثل: “ليتني التزمتُ بالفحوصات الطبية الدورية بدلاً من الوقوع في هذه المتاهة التي خسرتُ فيها صحتي أولاً.. ثم مالي”.
وأنت عزيزي القارئ.. عزيزتي القارئة.. هل أنت ملتزم بالفحوصات الطبية الدورية؟ نرجو لك دوام الصحة والعافية
اشترك الآن في النشرة البريدية مجانًا لتصلك إشعارات بالمقالات الجديدة عبر بريدك الإلكتروني بالضغط هنا
Photo by Testalize.me on Unsplash
علّق