الرعاش الحمراوي (رعاش هولمز)
سمي الرعاش الحمراوي بإسم رعاش هولمز (Holmes tremor) نسبة إلى مكتشفه غوردن هولمز الذي قام بوصف المرض وأعراضه ومسبباته في عام 1904، وهو عبارة عن رعاش موضعي يصيب الجزء العلوي من الجسم عادة نتيجة لتلف بعض خلايا المخيخ، حيث تظهر الأعراض خلال 1 – 24 شهر من حدوث التلف.
يتسم رعاش هولمز بأنه ذو حركات إرتعاشية منخفضة التردد (تتراوح بين 3 – 4 اهتزازة بالثانية). هذه الحركات تحدث على نحو غير منتظم عادة في حالة السكون، حيث تكون العضلات في حالة إنبساط وارتخاء، لكن مع تقدم الحالة وتفاقم الأعراض، فإن هذه الحركات الإرتعاشية تحدث أثناء الإنقباضات العضلية للعضلات والحركة.
أسباب رعاش هولمز
في دراسة نُشِرَت في عام 2016 أُجريت على 29 مريضا يعانون من رعاش هولمز وجدت الدراسة أن سبب الإصابة في أغلب الحالات (48.3%) كانت نتيجة سكتة دماغية، من ثم إصابة (كدمة) في الرأس (17.2%). بقية الحالات كانت نتيجة لأمراض انتكاسية في الأعصاب، ومرض الإيدز، وتشوهات في الأوعية الدموية المخّية.
بعض الدراسات ترجع الأمر لأسباب جينية وراثية، لكن عموما هناك العديد من العوامل التي قد تمهد للإصابة وتزيد من إحتمالية حدوث المرض بالإضافة للأسباب المذكورة أعلاه، وتشمل:
- كثرة التعرض للأبخرة السامة والمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق والبزموت.
- الإفراط في إستخدام مضادات الإكتئاب لفترة زمنية طويلة.
- الإفراط في تناول المشروبات المنبهة كالشاي والقهوة.
- زيادة مستوى هرمون الثيروكسين بالجسم نتيجة لفرط نشاط الغدة الدرقية المزمن.
- إرتفاع مستوى سكر الجلوكوز بالدم لفترات زمنية طويلة.
- الإصابة بالجلطات والسكتات الدماغية.
في غالب الأحيان، وجدت الدراسة المنشورة عام 2016 أيضا أن جميع المرضى عانوا من عَــرَض واحد إضافي على الأقل بالإضافة إلى رعاش هولمز. فقد عانى عانى 62% من المرضى من ضعف نصفي (شبه شلل نصفي)، رَنَح (Ataxia) في 52% من الحالات، ضعف في الإحساس في 28% من الحالات، وديستونيا (Dystonia) في 24% من الحالات. في جميع الحالات، عانى المرضى من هذه الأعراض على نفس الجانب المصاب بالرعاش.
تشخيص رعاش هولمز
يعتمد تشخيص الإصابة برعاش هولمز على الفحص الجيد للتاريخ المرضي للحالة، علاوة على فحص الحركات الإرتعاشية من حيث منطقة الإصابة وأوقات حدوثها، والتى علاوة على قياس تردد هذه الحركات الإرتعاشية. وبناء على هذه المعطيات يتم تشخيص رعاش هولمز، أما لتأكيد التشخيص وتحديد مدى الضرر الموجود، فلابد إذن من عمل أشعة رنين مغناطيسي على أنسجة المخ وما يجاوره من أعضاء، والذي يوضح حجم التلف الموجود بأنسجة وخلايا الدماغ. في الدراسة أعلاه وعند إجراء فحص الأشعة بالرنين المغناطيسي، أظهر 83% من المرضى إصابات في أحد هذه الأعضاء الثلاثة: المِهــاد (Thalamus)، وجذع الدماغ (Brain stem)، والمُخيْخ (Cerebellum).
علاج رعاش هولمز
إن أنسب دواء لرعاش هولمز هو ليفودوبا، إلا أنه وللأسف، فإن العلاج الدوائي لرعاش هولمز غالبا ما يفشل، ويحتاج المريض غالبا لعملية جراحية تُجرى لتحفيز المخ العميق. كما يُجرى في بعض الخالات إستئصال للخلايا التالفة من المخيخ من خلال إجراء جراحي معقد، على أن يتم بعد ذلك عمل بعض جلسات العلاج الطبيعي المكملة، وذلك لتعزيز الإستشفاء والقضاء التام على أي حركات ارتعاشية. وعلى الرغم من إستخدام بعض الأطباء للعقاقير الدوائية، إلا أن نجاحها محدود جدا ومؤقت، حيث سرعان ما تعود الأعراض كما السابق خلال وقت وجيز.
علّق